دعم الفن السوري ضمن أطر مستدامة- بحث قيد الإعداد للباحث عدي الزعبي

Nov 2016

ضمن برنامج أولويات العمل الثقافي، عقدت اتجاهات- ثقافة مستقلة اتفاقاً مع الباحث والصحفي السوري عدي الزعبي لإجراء بحث يتناول مسألة دعم الفن السوري ضمن أطر مستدامة.

في ظل الحرب السورية، اضطر الكثير من الفنانين والعاملين في المجال الثقافي إلى الهجرة خارج سوريا، وإلى التعامل مع منظمات مختلفة تقدم لهم الدعم المالي لإنجاز مشاريع فنية وثقافية متنوعة؛ ينطبق الأمر أيضاً على أولئك الذين يعيشون في سوريا، حيث يسعون أيضاً إلى الحصول على تمويل من هذه الجهات في ظل الوضع الاقتصادي الصعب.

يعمل هذا البحث على دراسة أساليب هذا التمويل وطريقة توزيعه وطبيعة المشاريع التي أنجزت عن طريقه، من أجل طرح أسئلة حول العمل الثقافي المدني في سوريا، وإمكانية تحول الدعم إلى دعم مستدام.

تقسم هذه الدراسة إلى شقين: تحليل بيانات بعض المنظمات الداعمة، وطرح أسئلة حول إمكانية تحول هذا الدعم على دعم مستدام.

في الشق الأول، يسعى البحث إلى تحليل المعطيات المتوافرة، من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية: من هي المؤسسات المانحة والداعمة الرئيسية الأوربية والدولية للفن السوري منذ العام 2011، وما هي طبيعة والأهداف المعلنة لأربع أو خمس مؤسسات؟ ما هو مفهوم الثقافة تبعاً لهذه المؤسسات؟ ما هي طبيعة الدعم الذي تقدمه: قصير الأمد، طويل الأمد؟ كيف يتم توجيه الدعم، وما هي طبيعة المنتج والمشاريع التي نفذتها هذه المؤسسات؟ لمن يتوجه الدعم؟ وعلى أية أسس؟ ولماذا؟

يسعى البحث من خلال الإجابة عن هذه الأسئلة إلى تكوين فكرة واضحة عن العلاقة بين الثقافة والدعم الذي تقدّمه هذه المؤسسات والمنتجات الفنية.

الشق الثاني سيطرح أسئلة على مختصين سوريين وأجانب، من خلال المعطيات المتوفرة في الشق الأول، حول إشكاليات هذا الدعم، وسلبياته وإيجابياته، وتعريفه للثقافة وللمنتج الفني ولطبيعته، وما نجح أو فشل في تقييمه، تمهيداً للإجابة على سؤالنا المحوري: هل باستطاعتنا أن نجعل الدعم دعماً مستداماً؟

تسعى الدراسة إلى أن تكون خطوة أولى لدراسات أخرى أوسع وأعمق، عن المنظمات العربية الداعمة، والمنظمات السورية التي تتلقى الدعم، والعلاقة بين هذه المنظمات والمنظمات الأوربية والدولية، علّنا نسهم في رسم صورة واضحة مبنية على معلومات ومعطيات للفن والثقافة السوريان في ظل الحرب، وما يواجهانه من صعوبات، وكيفية تجاوزها.

يأتي هذا البحث ضمن مشروع المرصد، الذي سبق وأعلنت عنه اتجاهات هذا العام  ضمن أنشطة برنامج أولويات العمل الثقافي السوري، والذي يسعى إلى دراسة واقع المشهد الثقافي السوري خلال السنوات الخمس الماضية والبحث في الظروف العاصفة التي جرت عليه، والتحولات الجوهرية التي أثرت عليه وأهم التحديات التي تواجهه والتي من شأنها أن تفتح الأسئلة حول المستقبل، وذلك من خلال سلسلة أبحاث تكوّن بمجملها صورة نقدية شاملة عن واقع وحال المشهد الثقافي السوري.

 

عدي الزعبي

قاص وصحفي ومترجم سوري.

حاز على إجازة في الهندسة الكهربائية من جامعة دمشق 2004، وإجازة في الفلسفة من الجامعة اللبنانية 2007، ماجستير في الفلسفة من جامعة أست أنجليا في بريطانيا 2010، ودكتوراة في فلسفة اللغة من الجامعة نفسها 2015.

يعيش حالياً في الدنمارك.

صدر له: الصمت، مجموعة قصصية، منشورات المتوسط، ميلانو، 2015.

ما الذي أؤمن به؟ مقالات في الحرية والدين والعقلانية، تأليف برتراند راسل، دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، 2015. 


© الحقوق محفوظة اتجاهات- ثقافة مستقلة 2024
تم دعم تأسيس اتجاهات. ثقافة مستقلة بمنحة من برنامج عبارة - مؤسسة المورد الثقافي